زيارة شبكة الألوكة
{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران}

السبت، 16 مارس 2019

شهداء نيوزيلاندا

بسم الله الرحمن الرحيم
 أي إنسانية وأي ثقافة بل وأي سامية هذه التي تدعو إلى تقويض القيم واستباحة الحرمات!فلا قيمة لحياة الأبرياء ولا حرمة لحرية الأفراد، ولا أمان للمجتمعات.ونحن نرفع الشعارات البراقة، ونتبجح بحقوق الإنسان،ونتظاهر بالدفاع عن الحرية والكرامة، وإنما نتخذ ورقة الإرهاب فقط لابتزاز هذه الدولة وتلك.
 وأين نحن من مواجهة الشر في الواقع إن كنا حقا نمثل خيرا.لكن عندما نغدي العنصرية والكراهية ونهدد الأمن والاستقرار،ونستبيح الحياة والأموال والأعراض،فلا نعرف لله حدودا ولا حرمات،فنحن الشر بعينه.
 أيها الأشرار!ستلاحقكم العدالة الإلهية ولن تفلتوا منها أبدا، وسترفعون أيديكم مقرين بذنوبكم ولن ينفعكم الندم،فيومئذ يكون حظكم الخزي والعار والبؤس والجحيم،حيث قامت دنياكم ولم تقعد،وتلظى عذابكم ولم يخمد، وذهبت نجاتكم ولم تعد،بل صار العالم كله يشمئز من سياستكم ومآلكم إلى الأبد.
 اطمئنوا أيها الشهداء الأبرار فأنتم أحياء عند ربكم ترزقون وتبتهجون، كتب ربكم على نفسه الرحمة،ربكم الذي تسلحتم بتوحيده،وأقبلتم على التقرب منه والتسبيح بحمده،كتب لكم الخلود في النعيم،فلا يصيبكم ظمأ ولا نصب ولا هم ولا سغب،كيف ولا وقد قامت قيامتكم ودخلتم الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب.
 شرفاء وحرائر وأحرار العالم،أفرادا وهيئات ودولا ومنظمات:من المغرب والولايات المتحدة وألمانيا  والجزائر  وسنغافورة وفرنسا وروسيا وتركيا وتونس  وأوكرانيا ومصر والسعودية والمملكة المتحدة 
وكندا والعراق وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال وغيرها...
كلهم يستنكرون ويشجبون ترويع الآمنين ،في أي بلد وفي أي وقت وحين ،هؤلاء الآمنون لاذنب لهم سوى أنهم كانوا مؤمنين، وأسلموا لربهم خاشعين منيبين مخبتين.
كل هؤلاء الأحرار يد واحدة وصرخة واحدة  إلى جانب الدولة الآمنة، نيوزيلاندا المضيافة،ضد استهداف القيم الإنسانية الكونية من تسامح وتعايش وسلام..
 طوبى لمن ساهم ولا يزال في بناء الحضارة الإنسانية في جانبها المادى والمعنوي ولو بلبنة صغيرة بغض النظر عن توجهاته،ورب لبنة صغيرة تكون هي الأساس والمنطلق،على اعتبار أن الحضارة إرث بشري مشترك،فلا يليق بأية جهة أن تدعي استئثارها بها بناء وتكوينا وانتفاعا،أو يدعي أحد أن الفضل يرجع إليه في ظهورها وتطورها،إنما يعود الفضل لله الذي أوجد كل شيء من العدم،وأوجد اللبنات الأساسية والعناصر الأولية لبنائها، ووفق من يشاء من المجتهدين المتقنين المخلصين لاكتشاف لوازمها ... ...يتبع
Hassan