زيارة شبكة الألوكة
{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران}

الخميس، 23 يونيو 2016

مفاهيم شرعية



مفاهيم شرعية

 المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها الفرد ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره. كماتعتبر خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائصالمفهوم، فمفهوم  "الإنفاق" مثلاً من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت نفسه مفهوم عام يشمل: إنفاق المال، أو الجهد، أو الوقت.
ويختلف المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، فكل مفهوم مصطلح، وليس كل مصطلح مفهوما.
  لذا وجب عم الخلط بين المفاهيم الشرعية،فكل مفهوم مستقل بذاته وصورته ومعانيه وخصائصه،وهذا توضيح لبعض المفاهيم :

**الايمان لغة: التصديق القلبي الجازم الذي لا يعتريه شك.
واصطلاحا:هو التصديق الجازم والإقرار الكاملبوجود الله تعالى وتوحيده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته،والإقرار بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.مع اطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان،وفي التزامه بأوامر الله تعالى واجتناب;نواهيه.وقد ذكر في القرآن أكثر من تسعين مرة بمعنى التصديق اليقيني والإقرار القلبي،كما يلي:
-سورة البقرة(أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (108)
-سورة النحل:"مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)
-سورة الحجرات:"قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غفور رَّحِيمٌ (14)

**الإسلام لغة وشرعا:فالإسلام لغة: يجمع معنيين،أحدهما: الانقياد والاستسلام ،والثاني: الإخلاص لله وحده، وهو ما يتجسد في كلمة التوحيد: لا إله إلا الله .
وشرعا،له: معنيان ، أحدهما: عبادة الله وحده لا شريك له ،والتوحيد الذي بعث الله من أجله جميع الأنبياء. والثاني: ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج ، وهو الشريعة والطريقة والحقيقة ، وله مرتبتان:
إحداهما: الظاهر من القول والعمل ، وهو المباني الخمس ( أركان الإسلام)
والثانية: أن يكون ذلك الظاهر مطابقا للباطن.
وقد ورد  في خمسة عشر موضعا من القرآن الكريم بصيغ مختلفة،بمعنى الخضوع والتوحيد والتفويض والدين،ومنها:
١-سورة البقرة"بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
٢-البقرة"إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131)"
٣-سورة آل عمران"فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
٤-سورة آل عمران"أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)
٥-وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)

**الصدق:مطابقة الأقوال والأخبار للواقع والحقيقة،ويعرف هذا الواقع بالمشاهدة والحواس،في حين تعرف الحقيقة بالتجربة والعلم الصحيح.وهو أنواع:الصدق في الأقوال والصدق في الأفعال والمشاعر،وهناك الصدق مع الله والصدق مع النفس ومع الناس.

**الكذب:مخالفة الخبر للواقع والحقيقة مع سوء النية والعمد،وليس مجرد غلط أو خطأ،وهو ام الرذائل كلها،إذ لا ينتظر الوفاء ولا الأمانة من كذاب،بيد أنه يرخص به استثناء وفي نطاق ضيف إذا فصد به إصلاح ذات البين أو وقع لدرء خطر حقيقي وحال.

**الغيبة:أن تذكر عيوب الإنسان في غيابه سواء كانت فيه تلك العيوب أم لا،وأما إذا ثبت خلوه منها فهو بهتان محض.وقد شبهها القرآن بأكل لحم الغير وهو ميت لإظهار بشاعتها والتنفير منها،خاصة وأن بعض الناس يجدون راحتهم النفسية فيها، ويتخذونها وسيلة للانتقام.قال تعالى في سورة الحجرات:"ولايَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)وهي رذيلة تؤدي إلى انتهاك الأعراض ونشر الكراهية.وأما ما يقع فيه الشخص من ذكر عيوب الغير في شكايته إلى الجهة المختصة،أو من أجل فضح النصابين والظالمين الذين يشكلون خطرا فذلك كله لا يعتبر غيبة،هذا إذا علمنا أن الجهر بالسوء جائز في نطاق ضيق للمظلوم،قال تعالى في سورة النساء:"لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)
**اللمز:أن تتحدث عن عيوب الشخص وهو حاضر يسمع،وقد يرد عليك هو الآخر بالمثل،فيكون اللمز متبادلا.وقد يتخذ شكل السخرية والتنابز بالألقاب.وهو لا يكون إلا بالقول،بخلاف الهمز الذي يكون بالفعل والغمز الذي يكون بالعين والجفن،على أن البعض يجيز شعر النقائض وما في حكمه طالما أن ذلك لا يؤدي إلى جرح المشاعر ولا إلى فتنة حقيقية.

**النميمة:نقل الأخبار بين الناس على وجه الإفساد وإثارة النزاعات بينهم،والعبرة هنا بخبث النية لا بحسن الكلام أو قبحه.

**التجسس:البحث عن عيوب الناس وأسرارهم بالسمع أو البصر إما مباشرة أو بواسطة وسائل أو أشخاص.ويعتبر التجسس رذيلة إذا كان المقصود به مجرد فضح العيوب وتشويه السمعة والانتقاص من قدر الغير،ويجوز في حالة استثنائية كاتجسس على العدو لأن الحرب خدعة، أو من أجل المحافظة على الأمن والنظام العام،أو من أجل إصلاح تلك العيوب.

**السخرية أو الاستهزاء:الانتقاص من قدر الآخر والضحك عليه بسبب عيب فيه إما بالقول أو الفعل أو الاشارة.ويكون الاستهزاء غالبا مقترنا بالتكبر والأنانية،وتكون وراءه عداوة خفية،وفي حالات قليلة يهدف إلى الإصلاح ويعبر عن حسن النية.ورغم كونه ظاهرة بشرية فهو سلاح يستعمله الكافرون في مواجهة المؤمنين،قال الله تعالى في سورة البقرة:"وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14).وهذا نوح عليه السلام واجهه قومه من الكافرين بألوان من السخرية،ضاحكين منه ومتهمين إياه بالجنون،خاصة عندما رأوه يقطع أملاكه من الأشجار ويصنع السفينة في صحراء قاحلة،وهم في الحقيقة لا يدرون أنها سفينة النجاة،وأن نوحا على هدى من ربه،قال تعالى في سورة هود:"وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39)

**ظن السوء:اعتقاد السوء والشر في أهل الصلاح والخير بدون حجة،ويكون بالقلب لا باللسان،وإلا فهو قذف.علما أن أسوأ ظن هو ظن السوء بالله،كأن تعتقد أن الله لا ينصر المؤمنين أو أنه سبحانه لا يستجيب الدعاء.وسوء الظن صفة قلبية غير لائقة لقوله تعالى في سورة الحجرات:"{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"(١٢) 
**القذف:أن تتهم الأبرياء بما ليس فيهم وتنسب إليهم وقائع سيئة  بدون حجة ولا دليل، سواء كان هذا الاتهام بالقول أو الفعل أو الإشارة.وهو نوع من البهتان والافتراء .

**الإسراف:أن تنفق المال في الحلال مع المبالغة وتجاوز حد الاعتدال وبصورة تزيد كثيرا عن الحاجة.وحد الاعتدال يعرف بالشرع والعقل

**التبذير:صرف ولو درهم في الحرام أو ما يشبه الحرام أو قريب منه كالملاهي وكل ما لا فائدة منه.

**الابتزاز:استعمال وسائل الضغط والإكراه للحصول على مكاسب غير مشروعة،سواء كانت هذه الوسائل أو هذه المكاسب مادية أو معنوية.ويندرج في هذا الإطار استغلال ظروف الناس الصعبة وشدة حاجتهم.

**النصب:استعمال وسائل التدليس والمكر والخداع لنيل مكاسب غير مشروعة،إما بإخفاء ما يجب إظهاره،أو بإظهار محاسن الشيء وإخفاء عيوبه، وإيقاع الغير في الغلط،أو استغلال جهله وغلط وقع فيه.

**الحسد:أن تتمنى زوال النعمة من الغير،سواء تمنيت أن تنتقل إليك تلك النعمة  أم لا،وهو غير الغبطة التي تطمح فيها أن تكون مثل الغير أو أحسن منه في النعمة.

**الزور:تغيير الحقائق عمدا بقصد النيل من الآخر ضحية الزور،سواء كان النيل يستهدف ماله أو شرفه أو سمعته أو دينه.